من كراماته المتنوعة

كانت صفة الذل والانكسار لله تعالى ظاهرة عليه ، لا تخفى على من اجتمع به ، وكثيراً ما كان يقول :

[ أنا عبد الله اسماً وصفة وتحققاً ، وإن شرفي وعزتي بعبوديتي وعبادتي لله تعالى ، وخدمتي لكتاب الله تعالى وأحاديث رسوله  صلى الله عليه وسلم ].

وكان متواضعاً مع عباد الله تعالى ، امتثالاً لأمره سبحانه بقوله :

{ واخفض جناحك للمؤمنين } واتباعا لما  جاء عن رسول الله  صلى الله عليه وسلم أنه قال : [ وما تواضع عبد لله إلا رفعه الله تعالى   ]

وكان يقول : [ مهما حاول المرء أن يأتي بجملة فيها معنى غاية التواضع للمؤمنين ، لما استطاع أن يقول جملة أبلغ وأفصح وأدق من قوله تعالى : { واخفض جناحك للمؤمنين }

وكان  رضي الله عنه  يؤثر الخفاء والتستر على التظاهر والتفاخر ، ويذكر الحديث الذي رواه ابن ماجه والحاكم والبيهقي   عن سيدنا معاذ  رضي الله عنه  أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

[ اليسير من الرياء شرك ، ومن عادى أولياء الله فقد بارز الله بالمحاربة ، إن الله يحب الأبرار الأتقياء الأخفياء ، الذين إن غابوا لم يفتقدوا ، وإن حضروا لم يعرفوا ، قلوبهم مصابيح الهدى ، يخرجون من كل غبراء مظلمة ]

أي : أن الله تعالى يحفظهم من الفتن التي يضل بها غيرهم .

وكان إذا سمع من أحد مدحاً وثناء عليه ، أو ذكراً لبعض كراماته بادر إلى القول :[ اللهم استرنا اللهم استرنا ] ويردد ما جاء عن سيدنا أبي بكر  رضي الله عنه  :[ اللهم اجعلني خيراً مما يظنون ، ولا تؤاخذني بما يقولون ، واغفر لي ما لا يعلمون ] .

ومن كلامه  رضي الله عنه  : [ إنه من خلال اطلاعي الواسع على حياة الصحابة رضي الله عنهم وسيرتهم ، لم أجد أحداً منهم تظاهر يوماً بكرامة ، أو تحدث عن أمر خارق للعادة ظهر على يده ، بل كان شأنهم الخفاء والتواضع ، لأنهم صادقون مخلصون لله تعالى ، يخافون من الرياء والسمعة ، مع أن الله تعالى شهد لهم بالإخلاص له سبحانه  فقال :

{ يبتغون فضلاً من الله ورضواناً } فلا غاية ولا قصد لهم إلا فضل الله ، ورضاه سبحانه وتعالى  ]

قلت : ومن كراماته الشهيرة التي اعترف بها كل من جلس معه ، أنه يحدثك بكلام فيه أجوبة عن كل ما جال في فكرك من أسئلة واستفسارات ، وكثيراً ما يجد طلاب العلم عنده ما التبس عليهم فهمه من أمور علمية ، وقضايا شرعية ، بادرهم بالحديث عنها وبيانها ، قبل أن يسألوه عنها .

قلت : وقد حصل معي هذا مرات عديدة ، حتى إنه مرة أجابني عن تسعة أسئلة كنت أعد نفسي لسؤاله عنها  رضي الله عنه  ، وكان إذا أخبره أحد عن ذلك يتبسم ويقول :[ اللهم استرنا اللهم استرنا  ، الفضل كله لله ورسوله  صلى الله عليه وسلم ]

ومن كراماته التي تواترت ونقلت عنه ، أن الله تعالى يجيب دعاءه لمن شكا له العقم أو عقر زوجته ، فكم من أشخاص تعبوا وقاسوا ، وعجز الطب عن دوائهم ، حتى يئسوا من الولد ، أمرهم شيخنا الإمام  رضي الله عنه  بتلاوة بعض الأسماء الإلهية بأعداد معينة ، وبدعوات مأثورة ، فأجابهم الله تعالى ووهبهم أولاداً .

وكم من مريض محب شفاه الله تعالى بسبب شربة ماء كان شيخنا الإمام قد قرأ ونفث فيها .

قلت : ويضيق المجال بنا في هذه الكلمات اليسيرة الموجزة عن حياة شيخنا الإمام  رضي الله عنه  أن نستقضي جل ما ظهر على يده من كرامات ، وما أجرى الله على يده من خوارق عادات ، وأكتفي بذكر بعضها ، على أني سأسهب الكلام على ذلك في مؤلف واسع يتضمن ذكر مناقب شيخنا الإمام  رضي الله عنه  إن شاء الله تعالى .

*- خرج مرة كعادته في نزهة مع بعض أصحابه في السيارة ( حول البلدة ) ، وفي طريق العودة أسرعت طفلة لا تتجاوز السادسة من عمرها لتقطع الطريق ، ومرت أمام السيارة ،  ولم يتمكن السائق من إيقاف السيارة فدهس الطفلة بالعجلات الأمامية والخلفية ، حتى ذكر من كان مع شيخنا الإمام أنهم سمعوا اختلاف أضلاعها والعجلات تمر فوقها ، وصاح الشيخ  رضي الله عنه  : الله أكبر ، ولما توقفت السيارة نزلوا منها ، ونظروا فإذا بالطفلة تنهض وتركض ولا بأس بها ، فتزاحم الناس على سيارة الشيخ لما سمعوا صوت المكابح ، ورأوا ما حصل ، وقد أخذتهم الدهشة ، ولما رأوا شيخنا الإمام داخل السيارة جعلوا يسلمون عليه ، ويقبلون يده ، فما كان منه إلا أن حمد الله تعالى على خفي لطفه سبحانه ، ودعا لهم ، وأمر بإكرام الطفلة وأهلها .

*-  قدم أحد المهندسين من السودان للعمل في الدراسات والأبحاث الزراعية في شركة أجنبية تعرف باسم ( إيكاردا ) وقد استأجر داراً من رجل صالح محب لشيخنا الإمام ، مواظب على سماع دروسه ومجالسه ، وكان هذا المهندس قد شكا من حصى في إحدى كليتيه وأجمع الأطباء وقتها على صعوبة وخطورة العمل الجراحي لاستئصالها ، فرأى مرة في نومه شيخاً مهيباً ، منير الوجه ، حسن السمت ، يناوله كوب ماء ، ويأمره بشربه فشربه ، فاستيقظ من نومه حاقناً ، وأسرع لقضاء حاجته ، فاندفعت الحصى ولم يبقى في كليته شيء منها ، فأخبر جاره الرجل الصالح – مالك الدار – عن هذه الحادثة ووصف له ذلك الشيخ العظيم الذي رآه في المنام فقال له : سأصحبك معي لتتعرف عليه ، ومضى معه لسماع درس شيخنا الإمام في جامع بانقوسا ، فلما نظر المهندس إلى وجه شيخنا الإمام صاح : الله أكبر ، والتفت إلى جاره وقال له : هذا هو الذي أتاني في المنام ، وناولني كوب ماء ، وشفاني الله تعالى به ولما ذكر ذلك لشيخنا الإمام  رضي الله عنه  : قال له :[ إنك ممن تحب الله ورسوله  صلى الله عليه وسلم ، وتحب الصالحين ، وقد أكرمك الله تعالى بذلك ، اللهم استرنا ]

ولما توجه إلى بلاد الحجاز سنة /1375/ هـ  ، قاصداً حج بيت الله تعالى وزيارة سيدنا رسول الله  صلى الله عليه وسلم ، تواتر عمن كان معه من أصحاب وأحباب كرامات كثيرة ، أكرم الله بها شيخنا الإمام  رضي الله عنه  ، أكتفي بذكر واحدة منها : وهي أن واحداً من أصحابه المتقدمين ، ألم به مرض شديد ، فخشي عليه أهله أن يموت معهم في الطريق ، وشكوا أمرهم إلى شيخنا الإمام ، فدعا الله متوسلاً بسيدنا محمد رسول الله  صلى الله عليه وسلم أن يرفع عنه هذا البلاء ، ويرده إلى أهله وبلده سالماً غانماً ، فبات تلك الليلة فرأى النبي  صلى الله عليه وسلم في المنام وقدم إليه صحيفة فيها أسماء .

قال شيخنا الإمام :[ فنظرت فيها فقرأت فيها أسماء أصحابي الذين قدموا معي وسيعودون معي ، وبينهم ذلك الذي كان يعاني من المرض ]

ثم إن شيخنا الإمام بشر أصحابه بذلك ، وما لبث ذلك الرجل أن عافاه الله تعالى ببركة سيدنا رسول الله  صلى الله عليه وسلم وكان ممن عاد مع شيخنا الإمام إلى بلده وأهله .

وكذلك لما حج سنة /1385/ هـ وصحبته السيدة الفاضلة والدتي أمدها الله تعالى وأكرمها – ومعه جمع من أصحابه – وجدوا أيضاً من الكرامات المتعددة ما أدهشهم وزادهم إيماناً ، كان أولها : أنهم لما كانوا في الطائرة ، وكانت من النوع القديم ، وتبلغ مدة الطيران من دمشق إلى جدة خمس أو ست ساعات زمنية ، تضررت بعض أسلاك الكهرباء في الطائرة ، وكان قائد الطائرة وأعوانه من الأوربيين ، حتى جعل بعضهم يمس سقف الطائرة فيجد فيه التوتر الكهربائي ، وظهر عليه الفزع والقلق ، وأعلم الركاب بذلك ، وأنهم على خطر ، فما كان من شيخنا الإمام إلا أن أخذ بالدعاء والتضرع إلى اله  تعالى ، والتوسل برسول الله  صلى الله عليه وسلم ، وقال لأصحابه : لا تفزعوا فإن الرسول  صلى الله عليه وسلم قد قال : (( الحجاج والعمار وفد الله – أي : ضيوف الله – إن دعوه أجابهم ، وإن استغفروه غفر لهم  ))

وقال شيخنا الإمام : [ وحقاً على المزور أن يكرم الزائر ، فكيف بمن قصد حج البيت الحرام ، وزيارة خير الأنام  صلى الله عليه وسلم ؟!!!].

ثم إن الطائرة هبطت بسلام في مطار جدة ، وخرج قائدها من غرفته وقال للركاب : إن فيكم رجلاً عظيماً ذا شأن أنجانا الله تعالى بسببه .

وقبل وفاته  رضي الله عنه  بثلاث سنوات ، قدم إليه وفد من دولة بعيدة ، وشكوا إليه أن ابناً لأحد وجهاء البلد قد أصيب بمرض نفسي ، أعيا الأطباء علاجه ، وقد طاف به أهل البلاد ، حتى بلغوا بلاد الحجاز ومصر وغيرها ، فلم يسمعوا من علماء وفضلاء هذه البلاد إلا قولهم : ما عليكم إلا أن تقصدوا رجلاً في حلب ، لو أنه بصق عليه أو نظر إليه لشفاه الله تعالى ، وهو العلامة العارف الشيخ عبد الله سراج الدين رضي الله عنه ، وقد جئناك لهذا الغرض .

فقال شيخنا الإمام  رضي الله عنه  : [ اللهم استرنا وأكرمنا وأكرم ضيوفنا ، ومن حسن ظنه بنا ، ولا تخيبنا ] ثم قرأ على ماء وأمرهم أن يشرب منها ، وأوصاهم بتلاوة بعض الآيات القرآنية ، والأدعية المأثورة عن سيدنا رسول الله  صلى الله عليه وسلم في أوقات معينة مع المواظبة . ومضت عدة أشهر ، ما لبث فيها أن تماثل الولد للشفاء . والحمد لله رب العالمين .

نفحات محمدية  صلى الله عليه وآله وسلم آثارها – بركاتها

قال شيخنا الإمام  رضي الله عنه  :

[ كان سيدي الوالد  رضي الله عنه  قد قص علينا أنه رأى النبي  صلى الله عليه وسلم في المنام ، وأمره أن يفتح فمه ، فتفل  صلى الله عليه وسلم في فيه ريقاً من فمه الشريف  صلى الله عليه وسلم ثم أمره  صلى الله عليه وسلم أن يفتح فمه مرة أخرى ، فأخرج  صلى الله عليه وسلم من صدره الشريف نخامة وتفلها في فم سيدي الوالد فابتلعها ، ثم ضرب على ظهر سيدي الوالد وقال له  صلى الله عليه وسلم :

لا بأس عليك يا شيخ نجيب ، لا بأس عليك يا شيخ نجيب .

وكان الشيخ محمد نجيب  رضي الله عنه  يتأول هذه التفلات المحمدية بالعلوم الشرعية الظاهرة ، والعلوم العرفانية العالية ، وهي ما يعرف بعلم الحقائق والمعارف الإلهية ، وقد اشتهر عن الشيخ محمد نجيب  رضي الله عنه  براعته فيها وتمكنه منها .

قال شيخنا الإمام  رضي الله عنه  :[ وإن لهذه التفلات المحمدية آثاراً نورانية ، تسري في ذرية الشيخ محمد نجيب  رضي الله عنه  وقد أكرمني الله تعالى بأني رأيت النبي  صلى الله عليه وسلم في المنام ، وذلك بعد وفاة والدي  رضي الله عنه  بفترة وجيزة ، رأيت والدي الكريم وقد أخذ بيدي ضمن حشد من العلماء والأولياء ، وكلهم ينتظرون قدومه  صلى الله عليه وسلم ليتشرفوا بالسلام عليه  صلى الله عليه وسلم ، فلما أقبل الرسول  صلى الله عليه وسلم بطلعته البهية ، وأنواره الزهية ، ومعه عدد من صحابته الكرام ، وإلى جانبه السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها ، وهي في غاية الحشمة والوقار ، فلما سلمت عليه  صلى الله عليه وسلم تفل فوقعت التفلة المباركة على كتف السيدة عائشة رضي الله عنها ، فتقدمت وأخذتها وابتلعتها ، والحمد لله تعالى على ذلك ، ثم التفت فلم أر سيدي الوالد  رضي الله عنه   ثم استيقظت فرحاً مستبشراً وعلمت أن سيدي الوالد رضي الله عنه  هو الذي قد أوصلني إلى حضرة النبي الأعظم   صلى الله عليه وسلم  ، ونلت تلك التفلة المحمدية بأسرارها وأنوارها ، وفي ذلك قلت :

صلاة الله تترى كل حين           على من حبه روح لروحي
ويصحبها السلام بلا انتهاء       على من ريقه منه فتوحي

خصائص وفضائل

لقد غرس الشيخ الإمام  رضي الله عنه  محبة سيدنا رسول الله  صلى الله عليه وسلم في قلوبنا وقلوب كل من لزمه ، أو لزم دروسه ومجالسه ، وحرضنا وحرضهم على بذل الجهد لاتباعه  صلى الله عليه وسلم وإكثار الصلاة والسلام عليه  صلى الله عليه وسلم ، كلمات جرت على لسان كل من استمع إلى دروس شيخنا الإمام رضي الله عنه أو حضر مجالسه أو قرأ بعضاً من كتبه .

وإذا كانت ألسنة الخلق أقلام الحق فلقد كان الشيخ الإمام  رضي الله عنه  حقاً من المحبين الصادقين الذين كانت محبة رسول الله  صلى الله عليه وسلم في قلوبهم فوق محبة كل مخلوق وقد ظهر ذلك في أقواله وأفعاله وسائر شؤوناته فلم يك يخلو مجلس من مجالسه عن ذكر بعض شمائل سيدنا رسول الله  صلى الله عليه وسلم وخصائصه وفضائله كما أنه لم يدع موضوعاً أو بحثاً من الأبحاث التي تكلم عنها في كتبه إلا وضمنها ذكر بعض صفاته وخصاله  صلى الله عليه وسلم حسب ما تقتضيه المناسبة وهكذا .

وكان  رضي الله عنه  يعتبر ذلك من مقتضيات الإيمان الصحيح إذ قال  صلى الله عليه وسلم :[ لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه ووالده وولده والناس أجمعين  ]

وقد أسهب  رضي الله عنه  في الكلام على محبة سيدنا رسول الله  صلى الله عليه وسلم في عدد من كتبه منها : كتاب ( حول تفسير سورة الكوثر ) وكتاب ( الصلاة على النبي  صلى الله عليه وسلم ) وكتاب ( حول تفسير سورة الحجرات ) وغيرها .

وذكر فيها وجوب محبة الرسول  صلى الله عليه وسلم على كل مؤمن وفضائلها وآثارها وسرد في ذلك أدلة كثيرة من الكتاب والسنة وما كان عليه سلف هذه الأمة من المحبة لرسول الله  صلى الله عليه وسلم والأدب معه  صلى الله عليه وسلم .

وكان  رضي الله عنه  يقول : [ من زعم أننا بالغنا في محبة رسول الله  صلى الله عليه وسلم وتعظيمه والأدب معه  صلى الله عليه وسلم فقد أخطأ خطأ كبيراً وكشف عن جهله بمقام رسول الله  صلى الله عليه وسلم وإننا لم نبلغ الحد الأدنى المطلوب منا في محبته وتوقيره والأدب معه  صلى الله عليه وسلم حتى يقال : لقد بالغنا ].

واعلم أن قضايا الإيمان كلها إنما هي معقولة مقبولة عند أصحاب العقول المجردة من الأهواء والشبهات إن هم تفكروا وتبصروا ولما كانت محبة رسول الله  صلى الله عليه وسلم فوق محبة كل مخلوق أمراً هاماً من قضايا الإيمان : سلم به وأذعن له العقلاء والفطناء لأنهم علموا وأدركوا أن سبب المحبة يعود إلى أمرين هما الكمال والنوال فلو بحث العاقل عن صفات الكمال كلها لوجدها مجتمعة في رسول الله  صلى الله عليه وسلم على وجه فريد لا يساويه فيها غيره ، بل إن الرسول  صلى الله عليه وسلم جاء يفيض على الناس صفات الكمال والمحاسن وهذا مقتضى قوله تعالى :{ ويزكيكم } والتزكية هي التخلي عن النقائص والرذائل والتحلي بالكمالات والفضائل .

وأما صفة النوال وهو الكرم والجود والسخاء وهي صفات محبوبة لدى كل إنسان فإن خير من جاء بها وأمر بها هو سيدنا رسول الله  صلى الله عليه وسلم الذي قال الله فيه :{ وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين } أي : لكل العالمين في جميع العالمين أي : العوالم التي يمر عليها كل إنسان .

وإذا وجد هناك إنسان عظيم يريد لك الخير أكثر مما تريده لنفسك ويحرص على سعادتك ويشق ويصعب عليه ما فيه إحراج ومشقة عليك ألا يجب أن تحبه أكثر من محبتك لنفسك ؟

بلى إن هذا أمر معقول مقبول عند من أنصف وتفكر وفي هذا يقول تعالى :{ لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم } أي : يصعب عليه ما فيه عنت لكم { حريص عليكم } أي : على هدايتكم وصلاحكم ونفعكم وسعادتكم في الدنيا والآخرة { بالمؤمنين رؤوف رحيم } أي : يسعى في دفع الأذى والضر عنهم ويجلب الخير بأنواعه لهم  وقال تعالى :{ النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم } أي :- أحق بهم من أنفسهم وأرحم بهم من أنفسهم – ولذلك قال  صلى الله عليه وسلم  لما نزلت هذه الآية :[ ما من مؤمن وإلا وأنا أولى الناس به في الدنيا والآخرة ، اقرؤوا إن شئتم :{ النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم } فأيما مؤمن ترك مالاً فليرثه عصبته من كانوا وإن ترك ديناً أو ضياعاً فليأتني فأنا مولاه ]. 

ولقد نال شيخنا الإمام  رضي الله عنه  مقامات كبيرة في محبة سيدنا رسول الله  صلى الله عليه وسلم واتباعه في الأقوال والأفعال والأخلاق والآداب لأن المحبة الصادقة وإن كانت من أعمال القلوب لابد أن يظهر أثرها على الجوارح وذلك باتباع المحبوب في جميع ما ورد عنه  صلى الله عليه وسلم .

ولقد جعل  رضي الله عنه  نفسه رهن إشارة سيدنا رسول الله  صلى الله عليه وسلم فكان لا يقدم على أمر ذي بال حتى يأتيه إذن صريح به من سيدنا رسول الله  صلى الله عليه وسلم .

وكان  رضي الله عنه  كثيراً ما يحرض ويدعو إلى قراءة كتابه [ سيدنا محمد رسول الله  صلى الله عليه وسلم شمائله الحميدة – خصاله المجيدة ] ويقول :[ لا لأنه كتاب من جمعي وتأليفي بل لأني ذكرت فيه جوانب متعددة من شمائله  صلى الله عليه وسلم وخصاله وفضائله وخصائصه والتي يجب على كل مؤمن أن يتعرف عليها لتزداد محبته لسيدنا رسول الله  صلى الله عليه وسلم ويصح ويكمل إيمانه برسول الله  صلى الله عليه وسلم ].

كما كان  رضي الله عنه  كثيراً ما يحرض الناس على الإكثار من الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله  صلى الله عليه وسلم لما لها من فوائد وآثار وفضائل وأن يجعلوا ذلك من جملة أورادهم اليومية بالإضافة إلى قراءة جزء من القرآن الكريم وبقية الأذكار التي ندب إليها سيدنا رسول الله  صلى الله عليه وسلم .

وكان  رضي الله عنه  يقرأ قصة المولد النبوي الشريف للإمام البرزنجي  رضي الله عنه  بمناسبة ولادته  صلى الله عليه وسلم في شهر ربيع الأنور وذلك وقت الدرس في جامع بانقوسا والجامع الكبير وجامع الحموي وفي جلسة خاصة لطلاب العلم في المدرسة الشعبانية ويرغب الناس في إقامة تلك الحفلات التي تعبر عن الابتهاج والفرح بمولد الرسول  صلى الله عليه وسلم مع مراعاة الآداب الشرعية في تلك المجالس لأنها مجالس عبادة تنطوي على تلاوة آيات من القرآن الكريم وذكر لله تعالى وصلاة على النبي  صلى الله عليه وسلم وسماع لدرر من شمائله وأخلاقه الشريفة   صلى الله عليه وسلم فينبغي على كل مؤمن أن يلتزم جانب الأدب في تلك المجالس .

ومن نظم الصلاة على النبي  صلى الله عليه وسلم المأثورة عنه  رضي الله عنه  : [ اللهم صل على سيدنا محمد عبدك ورسولك النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً ، اللهم صل على سيدنا محمد صلاة ترضيك وترضيه وترضى بها عنا يارب العالمين ، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً . اللهم صل على سيدنا محمد بقدر حبك فيه ، وفرج عني وعن المسلمين ما نحن فيه ، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً ].

والفرج يتضمن معنى رفع الكرب والشدائد والمصاعب والهموم والغموم . ومنها : 

[ اللهم صل على سيدنا محمد صلاة تغفر بها ذنوبنا وتشرح بها صدورنا وتفرج بها كروبنا وتنور بها قلوبنا وتلهمنا بها رشدنا وتحفظنا بها من كل سوء ومكروه في الدنيا والآخرة يا رب العالمين وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً ].

ومنها :[ اللهم يا دائم الفضل على البرية يا باسط اليدين بالعطية يا صاحب المواهب السنية يا غافر الذنب والخطية صل وسلم وبارك على سيدنا محمد خير الورى سجية وعلى آله وأصحابه البررة النقية في كل لمحة ونفس وغدوة وعشية وفرج عنا كل شدة ورزية بجاه إشراقات الطلعة المحمدية  صلى الله عليه وآله وسلم وأسرارها البهية يا رب البرية ].

ومنها : [ اللهم صل على سيدنا محمد مفتاح خزائنك اللهم افتح لنا بسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ما أغلق علينا من خزائن أسرارك وأنوارك ومشاهداتك وتجلياتك يا رب العالمين .

اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً ].
ومنها :[ اللهم صل على سيدنا محمد حق قدره ومقداره العظيم صلاة دائمة مقبولة تؤدي بها عنا حقه العظيم وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً ].

ومنها : [ اللهم صل على سيدنا محمد الذي أرسلته رحمة للعالمين وبالمؤمنين رؤوف رحيم ، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً ].

بشائر و حقائق

كان شيخنا الإمام  رضي الله عنه  كثيراً ما يقول في مجالسه :

( إنما نحن وقوف على باب سيدنا رسول الله  صلى الله عليه وسلم ، نلتمس من أسراره وأنواره ، وبركاته ونفحاته  صلى الله عليه وسلم ) ويشير إلى صورة المواجهة الشريفة للحجرة النبوية وهي معلقة فوق أريكة جلوسه ، ويردد هذه الأبيات :

عبد بالباب يرتجي لثم الأعتاب         جد بالجواب مرحباً قد قبلناك

وكان  رضي الله عنه  حريصاً كل الحرص على اتباع سيدنا رسول الله  صلى الله عليه وسلم  والعمل بسنته ، فيما جاء عنه من أقوال وأفعال وأخلاق وآداب ، وأخبرنا مرة أنه كان يضع العمة على رأسه دون أن يضع فوقها طيلسان ، فرأى النبي  صلى الله عليه وسلم في المنام وعلى رأسه العمة الشريفة وفوقها الطيلسان ، وقال لشيخنا :

( هكذا ) ، قال شيخنا الإمام  رضي الله عنه  : ( فلم أدع وضعه فوق العمة شتاء ولا صيفاً ). قلت : فكان الطيلسان أيام الشتاء من الصوف ، وأيام الصيف من القطن الرقيق ، وكان قد أخبر قبل وفاته  رضي الله عنه  بسنوات قليلة أنه رأى النبي  صلى الله عليه وسلم في المنام وهو يقول له :[ إني مسافر إلى المدينة المنورة ومتى فرغت من عملك فاتبعني ] قال شيخنا الإمام :[ وكنت وقتئذ مشغولاً ببعض الأمور ، وقد استبشرت لتلك الرؤيا ، وسألت الله تعالى أن أكون متبعاً لرسول الله  صلى الله عليه وسلم ، وأن أكون معه  صلى الله عليه وسلم في جميع العوالم ] وأخبر شيخنا الإمام  رضي الله عنه  قبل وفاته بأشهر قليلة أنه رأى النبي  صلى الله عليه وسلم يقظة ، وقد دخل عليه من الباب الغربي لغرفته التي كان يجلس فيها وهي تطل على الجهة الجنوبية القبلية ، ثم استبطأ الكلام وغلبه البكاء، وقد منعنا الحياء والأدب من سؤاله مرة أخرى عن تفصيل ذلك إلا أنه  رضي الله عنه  أكد على أن الأمر كان يقظة وكان قد رآه  صلى الله عليه وسلم يقظة قبل سفره إلى المدينة المنورة بنحو سنتين وكان يردد هذه الأبيات من نظمه :

يا ليت عيني تنظرا                    جمال ذاك المظهرا
حتى أكون نيرا                         مهللاً مستبشرا
فجر الضيا تفجرا                      من ثغر سيد الورى 
والشمس فيه أشرقت                  أنواره بلا امترا
سار الجمال تائهاً                      لما بدا تحيرا
خر ذليلاً ساجداً                        مهللاً مكبرا
يا ربنا بجاهه                          أسعد فقير الفقرا
وامنحه دوماً عطفه               والطف إلهي واسترا
بفضل من أرسلته                  خير رسول للورى
ثم الصلاة دائماً                    عليه ما تال قرا
وآله وصحبه                      ساداتنا غر الذرى

عطايا إلهية ومنح محمدية  صلى الله عليه وسلم

كان شيخنا الإمام  رضي الله عنه  كثيراً ما يتردد على لسانه الدعاء المأثور عن سيدنا رسول الله  صلى الله عليه وسلم :[ وتولني فيمن توليت ] 

والدعاء :[ ولا تكلني إلى نفسي  ولا إلى أحد من خلقك  طرفة عين ]

ومن دعائه المشهور في ختم المجالس :[ وتولنا بما توليت به عبادك الصالحين بقولك :{ وهو يتولى الصالحين } .
فلقد كان  رضي الله عنه  يتوجه إلى الله تعالى في أموره كلها ، ويعتمد عليه ويتوكل عليه ، ويولي أمره كله إليه ، فتولاه الله تعالى بعنايته ورعايته الخاصة ، فترى أن حركاته وأقواله وأفعاله كلها صائبة سديدة .

إذ كان لا يقدم على أمر له شأنه إلا بإذن صريح من سيدنا رسول الله  صلى الله عليه وسلم يأتيه ذلك إما بإشارة غيبية أو برؤيا منامية صالحة صادقة ولقد رهن نفسه وحياته لخدمة كتاب الله تعالى وسنة رسوله  صلى الله عليه وسلم فكان يكثر من الدعاء :

اللهم واجعلنا أنصاراً لدينك وشريعتك وسنة نبيك سيدنا محمد  صلى الله عليه وسلم

ولقد كانت منن الله تعالى عليه عظيمة وهباته جليلة ظهر ذلك في فيض الله تعالى عليه بالمعارف إلهية ورسوخه في العلوم الدينية وأن أيده سبحانه ببراهين وأدلة الكتاب والسنة وألقى محبته وإجلاله في قلوب العباد فلا يذكر عند أحد إلا ترافق ذلك بالمدح والثناء ونال ثقة الناس كلهم فإذا تكلم أنصتوا وإذا أمرهم امتثلوا وقد ذاع صيته في شتى البلدان وجرى ذكره على لسان أهل العلم والعرفان تصديقاً لقول النبي الأعظم  صلى الله عليه وسلم :

[ إن المقة من الله والصيت من السماء ] 

وكثيراً ما يلجأ إليه العلماء لحل معضلات ، وبيان شبهات .

وقد أكرمه الله تعالى بنيل مراتب متعددة ، بشرف خدمته للنبي الأعظم سيدنا محمد  صلى الله عليه وسلم ، جاء ذلك في عدة مناسبات رأى فيها حضرة النبي الأعظم  صلى الله عليه وسلم  في المنام ، وقد وظفه خادماً له  صلى الله عليه وسلم ، ولمن يلوذ به  صلى الله عليه وسلم .

خدمته لماء وضوئه وغسله  صلى الله عليه وسلم

رأى شيخنا الإمام النبي  صلى الله عليه وسلم في المنام ، وقد وظفه خادماً لماء غسله ووضوئه  صلى الله عليه وسلم ، وقد استلم شيخنا الإمام هذه الوظيفة وقام بها .

إذ رأى في المنام أن النبي  صلى الله عليه وسلم قدم مع أصحابه من سفر ، وعليه غيار السفر ، فأمر شيخنا الإمام وأحد الصحابة معه أن يحضرا له ماء ليغتسل به  صلى الله عليه وسلم ، قال شيخنا الإمام  رضي الله عنه  :[ فانطلقت مع الصحابي ، وغالب ظني أنه سيدنا ربيعة بن كعب الأسلمي  رضي الله عنه  ، الذي كان يخدم النبي  صلى الله عليه وسلم في الحياة الدنيوية ، كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة ] 

قال : [ فانطلقنا إلى طست ماء كبير ، وحملناه على مرجل حتى إذا صارت حرارته مناسبة ، جئنا به إلى رسول الله  صلى الله عليه وسلم ، فنظر إليه وأعجبه ، فالتفت إلي وقال : أنت خادم لي ملازم ] .

قال شيخنا الإمام  رضي الله عنه  : [ فقلت في نفسي : يالها من سعادة وكرامة محمدية ، إن الناس يتمنى أحدهم لو يخدم النبي  صلى الله عليه وسلم ولو ساعة ، وقد وظفني رسول الله  صلى الله عليه وسلم خادماً ملازماً له !! ولم يكن فرحي برسول الله  صلى الله عليه وسلم يعادله شيء ] .

خدمته لحجرات سيدنا رسول الله  صلى الله عليه وسلم وتعهده بيت المؤنة

رأى النبي  صلى الله عليه وسلم في المنام وقد وظفه خادماً عنده لبيت المؤنة ، فاستلم تلك الوظيفة ، وقام بها خير قيام ، فأقبل  صلى الله عليه وسلم ونظر في المكان المخصص للمؤنة ، وسره ما فيه ، فنظر إلى شيخنا الإمام متبسماً ، وعلى وجهه الشريف  صلى الله عليه وسلم علامة القبول والرضا.

خدمته للبيت الذي يجتمع فيه الأنبياء عليهم صلاة الله وسلامه

ورأى النبي  صلى الله عليه وسلم في المنام وقد وظفه خادماً لبيت يجتمع فيه الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، فقام بتلك الوظيفة ، وهيأ البيت وأعده ، واجتمع الأنبياء عليهم السلام ينتظرون تشريفه  صلى الله عليه وسلم ، فلما أقبل  صلى الله عليه وسلم بطلعته البهية ، وأنواره الزهية ، قام شيخنا الإمام لاستقباله ، ومشى بين يديه مشية الخادم بين يدي سيده .

قال شيخنا الإمام : فنظرت في المكان فرأيت سلة فيها أشياء مهملة ، فقلت في نفسي : من أين أتت هذه ؟ فأسرعت ورميتها بعيداً من نافذة المكان .

ثم جلس رسول الله  صلى الله عليه وسلم وقال لي : أين خليل الله إبراهيم ؟

قلت : لما يأت ، ثم طرق الباب ، فنهض رسول الله  صلى الله عليه وسلم لاستقبال خليل الله عليه السلام وأنا خلفه ، فسلم عليه وعانقه ، وطال الحديث بينهما ، ثم التفت إلي  صلى الله عليه وسلم وقال لي : سلم على خليل الله ثم اتبعني ، فأقبلت إليه وكان وضيء الوجه  ، مهيباً جليلاً ، فقبلت يده ، ووجهي عند صدره ، أتمسح به ، وأطلب منه الدعاء ، حتى غلبني البكاء فانتبهت ] .

قلت : وقد نظم شيخنا الإمام رضي الله عنه أبياتاً يذكر فيها نعمة الله عليه ، ويشكر فضل الله عليه بهذه المراتب في خدمة النبي  صلى الله عليه وسلم ، ومنها :

عبد ذليل تحت راية مجدكم            من شأنه الإطراق والإصغاء
لا تحرموني فضل جودكم الذي       شهدت به الخضراء والغبراء
أرجوكم يا سيدي من فضلكم          نفحات وصل ليس فيه جفاء
لكم الأيادي البيض حيث قبلتموني   خادماً شكري لكم وثناء 
فلكم وكم أكرمتموني عطفكم          فلنعم ذاك العطف والإيواء
بجواركم شرفي وغاية منيتي         وبقربكم حقاً يزول الداء
أشهدتموني نور وجهكم الذي         إشراقه للشمس منه ضياء
أنا خادم لبيوتكم وضيوفكم            وامنيتي ومسرتي وهناء
عن بابكم لا أنثني طول المدى       أرجو القبول فأنتم الكرماء

وكان  رضي الله عنه  كثيراً ما يقص هذه الرؤى على أصحابه وأحبابه ويقول :

[ إن خدمة رسول الله  صلى الله عليه وسلم تعني خدمة دينه وسنته  صلى الله عليه وسلم ، بنشر العلوم الشرعية وتعليمها للناس على وجه يرضاه الله ورسوله  صلى الله عليه وسلم .

وإن العلوم الشرعية أمانة في أعناق العلماء ، عليهم أن يؤدوها بصدق وإخلاص ، كما كان عليه الصحابة وسلف هذه الأمة رضي الله عنهم ]

وذكر  رضي الله عنه  أنه رأى النبي  صلى الله عليه وسلم في المنام وقد وظفه مؤذناً عنده ، وقد أذن  رضي الله عنه  لصلاة الظهر بين يدي رسول الله  صلى الله عليه وسلم ، وتقدم النبي  صلى الله عليه وسلم وصلى إماماً في عدد من الصحابة ، وفيهم سيدنا أبو بكر وسيدنا عمر رضي الله عنهم .

قال شيخنا الإمام :[ ووقفت في الصلاة خلف النبي  صلى الله عليه وسلم مباشرة ، وجعلت أنظر إليه  ، ولما فرغ من الصلاة وسلم يميناً وشمالاً بهرتني أنوار خديه  صلى الله عليه وسلم وأنا أنظر إليها ]
 
وكان  رضي الله عنه  يفتخر بتلك الوظيفة المحمدية  صلى الله عليه وسلم ويقول :

[ الأذان هو دعوة العباد إلى الله تعالى وإلى عبادته بالصلاة ، وإني أدعو الناس إلى الله للتمسك بدينه وسنة نبيه  صلى الله عليه وسلم وذلك من خلال الدروس والمجالس العلمية ، وتأليف الكتب التي فيها ما يحتاجه الناس لفهم أمور دينهم ]

-------------------------------------------------------------------------
1رواه الإمام مسلم في الصحيح /2588/ ( 5/2527) والترمذي في  ( السنن ) /2030/ ( 6/230 ) عن سيدنا أبي هريرة  رضي الله عنه  . 
2 ابن ماجه /3989/ ( 2/1320 ) والحاكم ( 1/4 ) و ( 3/270) البيهقي في الزهد الكبير (195) .
3 رواه النسائي ( 5/113/ وابن ماجه /2892/ (2/966) وابن خزيمة /2511/.
4 رواه الشيخان والنسائي وأحمد – واللفظ له – عن سيدنا أنس  رضي الله عنه  .
5 رواه الإمام البخاري كتاب التفسير / 4781/ (8/517) .
6 هذا طرف من الحديث الذي علمه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  لسيدنا الحسن بن علي رضي الله عنهما ، أن يقوله في الوتر .
وهو عند الترمذي في كتاب الصلاة ، باب ما جاء في القنوت في الوتر [ 464] [2-184] وعند أبي داود والنسائي وابن ماجه وغيرهم .
7 الحديث في [ سنن] أبي داود كتاب الأدب [ 5090] [5-325] ونصه :[ دعوات المكروب : اللهم رحمتك أرجو ، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ، وأصلح لي شأني كله ، لاإله إلا أنت ].
8 المقة : المحبة وهي بكسر الميم وفتح القاف والحديث رواه الإمام أحمد والطبراني عن سيدنا أبي أمامة  رضي الله عنه   ( مجمع الزوائد ) (10/271) .
9 ينظر [ صحيح ] مسلم /489/ ( 2/638) و(المسند ) للإمام أحمد (4/59) و( مجمع الزوائد ) (2/249) .


المرئيات 8
المقالات 36
الصوتيات 129
الكتب والمؤلفات 239
الزوار 1806632
جميع الحقوق محفوظة لحفيد الشيخ الإمام: الشيخ عبد الله محمد محيي الدين سراج الدين © 2024 
برمجة وتطوير :