وفاته

نسيم الوصل يؤذن بكشف الحجاب ولقاء الأحباب  

كان كلامه  رضي الله عنه  مع أهله وأصحابه في الأسابيع الأخيرة من عمره المبارك يحمل معاني الوصايا والتوجيهات والنتبيهات إلى بعض الأمور والقضايا العائلية الخاصة والعامة ولم يكن أسلوبه في الكلام يشعر أحداً بقرب أجله أو غير ذلك بسبب رقته  رضي الله عنه  ولطفه العجيب

ولم يغفل يوماً عن كلمات الرضا والتسليم وتفويض أمره كله إلى الله تعالى

وكانت وفاته  رضي الله عنه  عشية الاثنين في العشرين من شهر ذي الحجة سنة /1422/ من الهجرة الشريفة .

وقد حصلت أيام مرضه ووفاته من العجائب والكرامات ما توجب علينا ذكرها ويضيق بنا المجال لاستقصائها على أننا سنأتي على ذكر جملة واسعة حول ذلك في الكتاب الموعود إن شاء الله تعالى

ومن ذلك : أن أحد الأطباء الذين كانوا يشرفون على العناية بشيخنا الإمام  رضي الله عنه  والرعاية الصحية به وقد قدم من بلد آخر لهذا الغرض – وجزاه الله خير الجزاء – هذا الطبيب الماهر لفت نظره بيتان من الشعر كتبا على فراش شيخنا الإمام  رضي الله عنه  من الجهة اليمنى قريباً من رأسه وهما :

ولو كانت الدنيا تدوم لأهلها             رأيت رسول الله فيها باقيا
ولكنها تفنى ويفنى نعيمها                ويلقى المؤمن ربه راضيا

وقد استحوذ ذلك على إعجاب ودهشة الأطباء والحاضرين إذ لم يتيسر لأحد أن يمد يده لملامسة شيخنا الإمام  رضي الله عنه  فكيف حصل ذلك ؟ّ!

وفي هذا نعي لشيخنا الإمام بخط القدرة الإلهية كما أخبر أحد الصالحين من أهل المدينة المنورة أنه رأى النبي  صلى الله عليه وسلم  في المنام وهو ينعى شيخنا الإمام لأهل البرزخ .

وقد أخبرنا أيضاً بعض الصالحين أنه كلما توجه إلى الله تعالى داعياً بشفاء شيخنا الإمام  رضي الله عنه  رأى شيخنا الإمام بين يدي رسول الله  صلى الله عليه وسلم  قال فكيف أطلب من هو في الأحضان المحمدية يحيا وينعم .

ولا غرو في ذلك فإن لرسول الله  صلى الله عليه وسلم  عطفاً وحناناً وعناية خاصة بأحبابه المتقين في جميع العوالم وقد قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم  لمعاذ بن جبل  رضي الله عنه  لما أرسله والياً إلى اليمن قال له وهو يودعه : [ إن أولى الناس بي المتقون من كانوا وحيث كانوا  ].

ولا يخفى على كل مؤمن قول الصحابي الجليل سيدنا بلال  رضي الله عنه  وهو على فراش الموت وقد رأى من أهله الحزن والبكاء فأنكر عليهم وقال :[ غداً ألقى الأحبة محمداً وصحبه ].

وقد رأى سيدنا عثمان بن عفان  رضي الله عنه  النبي  صلى الله عليه وسلم  في المنام قبل أن يستشهد – وكان  رضي الله عنه  صائماً – فقال له الرسول  صلى الله عليه وسلم  :[ إنك ستفطر عندنا ].

ولله در القائل :

عليكم وإلا فالبكاء مضيع          وفيكم وإلا فالرجاء قطيع
وعنكم وإلا فالأحاديث ضلة       ومنكم وإلا فالنوال وضيع

ولقد عزى رسول الله  صلى الله عليه وسلم  أمته في مصائبهم بقوله : [ ليعز الناس في مصائبهم المصيبة بي  ].

ويرحم الله تعالى القائل :

إمام الرسل أكرمهم خصالاً        وأقربهم لدى المولى وصالاً
فيا من هام فيه هوى وحالاً        محمد رحمة أجرت نوالاً

به لمحبه كمل الكمال

قلت : وقد دفن شيخنا الإمام  رضي الله عنه  في مدفن جامع المدرسة الشعبانية – وهذا المدفن وقفي -  بناء على وصيته ولما لها من منزلة عنده وقد ازداد المكان بهاء وجلالاً وأنواراً بمرقد شيخنا الإمام فيه ويشعر الزائر له بالأنس والسكينة وكأنه في روضة جنانية وهذا هو شأن عباد الله المتقين المخلصين المحبين لله تعالى ورسوله  صلى الله عليه وسلم  .

وإني أسأل الله العظيم رب العرش العظيم بجاه رسوله ذي القدر العظيم  صلى الله عليه وسلم  أن يرفع مقام شيخنا الإمام في أعلى المقامات وأن يعلي منزلته في أعلى الدرجات وأن يجمعنا معه في الحضرة المحمدية في جملة الأحباب  { مع الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا} آمين وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون  {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }

الحديث في مسند الإمام أحمد [5/235] . 
رواه الإمام مالك في الموطأ .

نعي الشيخ الامام في الجريدة الرسمية


 

فيديو وفاة الامام

 

صور ضريح الامام

صور ضريح الامام 01
صور ضريح الامام 02
صور ضريح الامام 03
المرئيات 8
المقالات 36
الصوتيات 129
الكتب والمؤلفات 259
الزوار 2068006
جميع الحقوق محفوظة لحفيد الشيخ الإمام: الشيخ عبد الله محمد محيي الدين سراج الدين © 2024 
برمجة وتطوير :