التغالي في المهور

وروي أن عمر رضي الله عنه  نهى عن التغالي في المهور أكثر من أربعمائة درهم فلما نزل اعترضته امرأة بقولها : ألم تسمع قول الله تعالى :{وآتيتم إحداهن قنطاراً } فقال اللهم عفواً ،  كل الناس أفقه منك يا عمر ، ثم صعد المنبر وقال :  كنت نهيتكم عن زيادة المهر أكثر من أربعمائة درهم فمن شاء أن يعطي من ماله ما أحب فليفعل .

ولا تفهم من هذا وجوب التغالي في المهور فهو جائز ، ولكن هناك فرق كبير بين الإباحة والوجوب والأمر والنهي إذ إن المعتبر الدين والخلق كما في الحديث عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :[ إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض ]  وجاء في الحديث :[ إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه ] 

وقال ابن عمر رضي الله عنهما :[ ما سمعت عمر لشيء قط يقول إني لأظنه كذا إلا كان كما يظن]  وروى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ لقد كان فيما قبلكم من الأمم محدثون فإن يك في أمتي أحد فإنه عمر] أي ومنهم من أمتي وعمر منهم والمحدث أعلى درجة من الملهم إذ تحدثه الملائكة حديثاً قلبياً أو شفهياً عن أمور غيبية .