حول قوله تعالى : { فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ }

قوله تعالى مخبراً عن المشركين : {  فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ } 

والمعنى فإنهم لا يعتقدون أنك كاذب بل يعرفون أنك صادق فيما جئت به وأنك رسول الله حقاً ولكنهم جحدوا ذلك ولم يعترفوا به ، والجحود هو الإنكار بعد علم .

وأما الآيات كقوله تعالى :{ فإن كذبوك فقد كذبت رسل من قبلك } 

فالمعنى فإن نسبوا إليك الكذب لتبرير كفرهم وجحودهم فهم في الحقيقة لا يكذبونك ولكنهم ينسبون إليك الكذب تبريراً لكفرهم وإعراضهم كما نسبوا إليك السحر والشعر والجنون والكهانة .

ونظير هذا قوله تعالى : { الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ  } أي يعرفون أنه أي القرآن هو كلام الله حقاً وأنك رسول الله حقاً {وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } أي يعلمون أنه حق

ونظير هذا قوله تعالى مخبراً عن آل فرعون : { وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً } أي أعرضوا وأنكروا الآيات التي جاء بها موسى عليه السلام بعد أن أيقنوا أنها حقاً من عند الله وما ذلك إلا بسبب ظلمهم وكبرهم وعلوهم - أي تكبرهم و طغيانهم - وذلك لأنه لا يكفي في الإيمان مجرد العلم والمعرفة بل لا بد من الإذعان والاعتراف والتصديق بهذا العلم .